ابي والإسراف (قصه جميله )
كنت وانا صغير اتملل من مراقبة ابي لي دائما ؛ فإذا دخلت الحمام دخل خلفي ونادي بصوت عالي أيها المستهتر لا تمشي من امام حنفية الماء قبل ان تقفلها جيدا في ناس بتموت عشان مش لقيه ماء ؛ اتأفف وثم أقول حاضر سأفعل ؛ وإذا دخل علي الغرفه ووجدني اضئ المصابيح وانا خارج الغرفه قال لي أيها المسرف أطفئ الأنوار طالما لا تجلس ؛ وإذا وجدني اشد مقبض الباب بقوه نهرني وقال لي يا بني كن حريص علي الأشياء التي تستخدمها لان المسرفين اخوات الشياطين وبيت المهمل يخرب قبل بيت الظالم ؛ وكنت انا أضيق ذرعا من هذه الرقابة واقابلها بالضجر ؛ ولكن مع كبر سني ورغم ضيقي تعودت علي عادات ابي ؛وبعد ان انهيت دراستي جأتني فرصة عمل في شركه كبري وبمرتب حلم لكل شاب ؛ وكان ابي أنهكه المرض ولبست وتانقت وتجهزت للاختبار بالبركه هممت بالخروج فوجدت ابي يرتب علي كتفي قائلا ثق في نفسك ولا تفكر في شكلك :ضجرت كالعاده وقلت حاضر يا ابي وخرجت ؛وعندما وصلت لم اجد احد علي باب الشركه ولا امن وانا داخل وجدت مقبض الباب مهتز فقمت تلقائيا بتسبيته ودخلت ؛ وانا في طريقي وجدت الماء يملأ احدي الطرقات وكان خرطوم الماء ملقي علي الأرض وتلقائي مره اخري اغلق الحنفيات جيداواسحب الخرطوم واضعه في الحوض داخل الحمام ؛ وصعدت لمكان الاختبارات فوجدت المختبرين في قمة تأنقهم وشعرت انني ولا شئ ونويت ان اعود من حيث جئت ؛ ووجدت أيضا ان كل من يدخل لا يبقي اكثر من دقيقه ؛ ووقفت لأذهب فإذا بالساعي ينادي اسمي ؛ فدخلت قائلا بصوت منخفض : زي ماتيجي؛ وبعد ان دخلت وجدت المدير يقول لي :-تحب تستلم الوظيفه امتي !! فرديت :-مش بعد الاختبار ؛فقال لي:- لقد نجحت في الاختبارات !!تعجبت وسألته :-اي اختبارات؟! فقال له المدير لقد وضعنا اختبارات عمليه للجميع وقلنا سنري من سيكون الشخص الإيجابي ويخاف علي مقدرات المكان وكنت انت الوحيد الذي اهتم بالمقبض والماء عند دخول الشركه ومن هذا وقع عليك الاختيار... تذكرت ابي ودعوت له وبعد عودتي قبلت يده فاجاب ببسمه وحنان "مبروك"
تعليقات
إرسال تعليق